الرؤية- كريم الدسوقي
في صباح أحد أيام الأسبوع الماضي، استقل رجل فرنسي في الخامسة والثمانين من عمره سيارته من بلدته الصغيرة شاتيون سور تويه غربي فرنسا، متجها إلى موعد طبي عادي في بلدة قريبة تُدعى إيرفولت، تبعد نحو 12 ميلًا فقط، لكن الزمن مر ولم يصل العجوز إلى وجهته قط.
مع مرور الساعات بدأ القلق يتسلل إلى أسرته وجيرانه، خصوصًا حين لم يحضر اجتماع الجمعية التي يشارك فيها بانتظام، لتبلغ العائلة الشرطة عن اختفائه، وتبدأ عملية بحث موسعة بالتعاون مع الجيش، الذي استخدم تقنيات تتبع هاتفه المحمول.
وبعد ساعات من الترقّب، جاء الخبر الذي لم يتوقعه أحد، متمثلة في إشارة هاتف قادمة من فندق صغير في كرواتيا، على بعد أكثر من 1500 كيلومتر من منزله!
فالرجل العجوز كان قاد سيارته دون توقف تقريبا على مدى 20 ساعة متواصلة، مرورا بإيطاليا، حتى وصل إلى كرواتيا، قبل أن يركنها مطمئنا ويخلد للنوم كما لو أن كل شيء على ما يرام.
عندما استجوبه رجال الشرطة المحليون في كرواتيا، قال ببراءة: "لا أفهم ما حدث.. يبدو أن نظام الملاحة (GPS) خدعني".
لم يكن العجوز يعاني من أي اضطراب في الذاكرة أو إدراك المكان، وفق ما نقلت صحيفة "إسي بواتو" الفرنسية؛ بل كان بكامل وعيه، وغزاء ذلك قال ابنه للصحفيين مازحًا: "كنا نظن أنه تأخر في الانتظار عند الطبيب، فإذا به يرسل لنا صورا من أوروبا الشرقية"!
القصة أثارت موجة من التعليقات على مواقع التواصل، إذ شبه البعض رحلة العجوز الفرنسي بفيلم كوميدي فيما اعتبرها آخرون قصة لـ"أوفى زبون لنظام GPS على الإطلاق"!
عاد العجوز إلى منزله أخيرا برفقة أسرته، ليصبح حديث الصحف المحلية في فرنسا، ورمزا طريفا للمغامرات غير المقصودة في عصر التكنولوجيا الذكية.
